موريتانيا والحرب في مالي
وبعد فإن ما تشهده الساحة في هذه الأيام في شمال غرب افريقيا من صراع و حروب قد يدفع بالمنطقة إلى نقطة ألا عودة فالقاعدة ليست كغيرها من الجيوش النظامية فهؤلاء لايدافعون عن حوزة ترابية محددة كما عرفوا الصحراء الشاسعة وألفوها وألفتهم فمن غير المعقول أن تهزمهم زمرة من أولاد المدينة الذين تعودوا على فنادق باريس الراقية وأطعمتها اللذيذة كيف سيصبرون على أشباح الصحراء التي تظهر وتختفي كالبرق.
هبت العديد من الدول التي تسعى إلي إرضاء سيدها القديم والتودد إليه إلى الاسراع بدعم التحرك الفرنسي الذي لن يكون أوفر حظا من نظيره الأمريكي الذي باء بالفشل في افغانستان والعراق, وبما أن موريتانيا من أقرب هذه الدول إلى الشقيقة مالي تاريخيا وجغرافيا فإن مشاركتها في المستنقع المالي سيكون من باب قتل هابيل لقابيل والصراع المرير بين الإخوة. يبدوا أن النظام الموريتاني متورط بالمعارضة في الداخل لهذه الحرب والإلحاح الخارجي على المشاركة لكن الذي لا يخفى على أحد هو ما تقوم به المخابرات هذه الأيام من الترويج لحتمية المشاركة وهو موقف إذاما عزم عليه النظام سيكون بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير.
