2019/04/26

الكذب يوكف المشاريع الوهمية والقروض الكبيرة

في الجدول تشاهد دولة الكويت تفضح المشاريع الوهمية التي يأخذ بموجبها الجنرال الفاسد قروضا كبيرة على الدولة الموريتانية والتي يعتبرها مصدر ثراء شخصي له ولأسرته والمقربين منه. 

2019/04/25

دبلوماسية المنكب بالمنكب وما خفي أعظم / أنباء عن فضيحة الناها بنت مكناس

دبلوماسية المنكب بالمنكب وما خفي أعظم 
مع أن الجميع كان يصفها بالجمال المختلط مع الحياء وانتير اللباس إلا أن صورها مع رمز الفساد في نظام البشير لم يجدد له مبررا بعد، حيث إن الصور في أماكن خاصة وعامة وفي فرص متعددة وبأشكال ووضعيات مختلفة، وربما يكون العذر الأحسن الذي يمكنها أن تواجه به من انخدعوا فيها طول هذه الفترة هو أن تقدم لهم وثيقة زواجها من هذا المعتوه. 

2019/04/24

كتب الدكتور الشيخ معاذ سيدي عبد الله

كتب الدكتور  الشيخ معاذ سيدي عبد الله : 

الأسبوع الماضي ملأ بعض أنصار غزواني هذا الفضاء انتقادا وتهكماً على المترشح ولد ببكر و داعميه خاصة حزب تواصل، ومبعث ذلك التهكم والنقد أن من أسموه (جلاد) ولد الطايع ويده الاستخباراتية دداهي ولد عبد الله دعمهم ..
لكن يبدو أن الخبر غير دقيق .. فدداهي دعم غزواني وصرح بذلك لموقع الحرية ونقله عنه موقع زهرة شنقيط..
فهل سيبقى دداهي (جلاد) ولد الطايع ويده الحديدية؟.. وهل ستصدر حملة المترشح بيانا يرفض دعم الرجل؟

قلت لكم مرارا (أقصد الجميع) : دعكم من المزايدة على خدمة الافراد في أنظمة سابقة واعتبار ذلك معرة خاصة نظام معاوية .. فكلكم خدم معه بهذه أو بتلك.. وأبناء الوطن يخدمون الوطن وليس الأفراد، وكل دعاية تجعل من خدمة الوطن خدمة لفرد لا يعول عليها ولا تستحق أصوات الموريتانيين.. 
يوما ما سيغادر نظامكم هذا ورئيسكم هذا فهل من الانصاف اقصاؤكم بجريرة العمل معه؟ 
.. المهم دداهي داعم لغزواني وليس ولد ببكر ...

موريتانيا والتغيير المقموع








لا يمكن بأي حال فصل موريتانيا عن 
محيطها الجغرافي وتأثرها بداعيات ما يجري فيه من تحولات على كافة الأصعدة 
فهذا ما تفرضه حتمية الجغرافيا ومنطق التأثر.
وفي هذا السياق من التحولات السياسية الكونية والإقليمية على وجه الخصوص لا يصح لموريتانيا الانفكاك من شظاياه ؟
ومهما تعدد المسميات لهذه التحولات أو إختلافت أشكالها التي فرضتها على دول في المحيط العربي والإفريقي وهذان هما أصل العمق الإستراتيجي لحاضر ومستقبل موريتانيا .
بيد أن النظرة الواقعية الملمة بحقيقة الوطن يجب أن تكون هي ما تملأ تفكير القائمين على الأمر و كل الممتهنين للشأن العام بغض النظر عن تعدد مسميات وتباين طرق أساليبهم في العمل بغية تجنيبه أية أخطار.
لكن مراجعة سريعة لبعض من تلك المحطات المختلفة في تاريخه توحي بعكس ذلك في أحيان كثيرة ..؟!.                                                
فموريتانيا ما تزال "خالية " من نخبة سياسية وطنية قادرة على التنازل عن مصالحها الفردية في بعض الأوقات التي تكون فيها بحاجة لوطنيين ينحازون لمستقبل يضمن بقاءها !.
أما اليوم ومع وجود موريتانيا في عين عاصفة الثورات التي طالت كافة دول المغرب العربي وباتت على حدودها الشمالية الشرقية مع الجارة الجزائر التي ثار الشعب فيها على نظام المؤسسة العسكرية المترهل الذي أصبح فاشلا.. في مواكبة تطلعات الشباب وبات أداءه مكرس لنهب وتسيب ثروات الشعب وهي لعمري ذات الصفة التي تكسي واقع موريتانيا التي يقمع فيها التغيير بالبندقية وتحت شعارات لم تعد تخفى على الشعب الذي بات يضيق بها .
لكن العاقل من يتعظ بغير فمسار التغيير قد جرف أنظمة عسكرية هم أشد بطشا وأصلب عود من حالنا ولكم في الشقيقة السودان العبرة .
موريتانيا جمهورية من نمط خاص وخاص جدا.. فهي نبتت نشاز على كل التصنيفات لأنها دولة قبائل دولة أعراق نظامها محاصصة جهوية بامتياز .
ومع كل هذا فهي تتمتع بثروات لا تحصى ولا تعد في تنوعها وجودتها وقلة في سكانها الذين تعيشون فقرا مدقعا وتتسول قيادتهم الصدقات من كل خيري العالم على اختلاف بلدانهم وفي كل بقاع الكرة الأرضية !!!.
فأين ذهبت كل ثروات موريتانيا ؟!
ومن هو المسؤول عن ماحاق بها ؟
هذه الصورة السوداوية ليست من اختيارنا بل هي انعكاس حقيقي لواقع الشعب الذي يتهيأ لانتخابات رئاسية المتنافسون فيها اثنان لا ثالث لهما : 1-
 المؤسسة العسكرية.
2- سياسيون لا تمكن تبرئتهم من ما سبق ذكره .
فهل خير الشعب الموريتاني وهذا حاله أن يكون بين مطرقة الحالة الداخلية التي عرضناها ولن نغفل منها هشاشة السلم الوطني بين مكونات أعرقه؟!.
وسندان الخوف من رياح ما يجري على حدوده من مخاطر أبسطها تفجر لغم التغيير المحاصر والإرهاب في الساحل ؟.
ام سيبقى الشعب في واد والساعون لقيادته يسبحون في بحارهم العسلية..التي يجرونها من ثرواته متمادين في قتل حقه في التطور والرفاهية ؟!!.
الإجابة متروكة لارتفاع منسوب الوعي الداخلي زايد سرعة تيار عدوى الثورات المرابطة على الحدود لإشعال فتيل التغيير المقموع .
أو صحوة ضمير قد تولد وقد لا...عند العسكريين والسياسيين فتجنب البلاد كل المخاطر 


تطور الدين الخارجي لموريتانيا في سنوات النهب الأخيرة


2019/04/22

أبي زيدان out of the system




أفادت مصادر مطلعة بإقالة الصحفي "أبي ولد زيدان" من حملة المرشح محمد ولد الغزوانى حيث بلغت الخلافات بين رموز اللجنة الإعلامية غايتها بعد إقالة هذا الصحفي الشاااااااح من منصبه في الحملة وهو يعد من  أبرز المتحمسين لدعم المرشح غزواني وذلك من جميع مهامه الإعلامية في الحملة  .
وذلك إثر الخلاف مع (محمد اسحاق ولد الداه) يوم السبت 20 ابريل 2019، بعدما قرر الأمين العام المساعد للحكومة التحفظ على نشاط زميله، والاعتماد على بعض المقربين منه، فى ظل الحديث المتصاعد عن إمكانية مراجعة اللجنة المكلفة بالإعلام، وهو أمر ينظر إليه أبرز أعضاء اللجنة باهتمام كبير.
وتعتبر إقالة الصحفى أبي ولد زيدان صفعة للمتحمسين لواقع جديد، لكنها خطوة أمان بالنسبة للحرس القديم، الذى ينظر بحذر شديد لكل وافد جديد متحمس لأخذ الصدارة في المشهد الإعلامي، الأمر الذي ينظر إليه البعض على أنه بشمركة جديدة تريد أن تدخل إلى النظام من طريقه الواسعة بعد سنين من التقشف.













































































من يتجسس على من؟؟؟؟



كشفت مصادر مطلعة ومقربة من المرشح  محمد والغزواني أن طواقم حملة الرجل كشفت أجهزة تنصت و كاميرات حساسة وعالية الجودة تم وضعها في مكتب المترشح وفي حمامات المكتب ـ اكرمكم الله تعالى ـ .

المصدر كشف أن المرشح ولد الغزواني استشاط غضبا لما علم بالخبر وتأكد منه حيث اسند مهمة التحقق منه لأحد المهندسين الشباب الداعمين له والذي وضحت تحرياته أن المبنى  المكون من ثلاث طوابق ملغوم بالكامل بأجهزة تنصت عالية الخطورة يمكنها تسجيل كل مكالمات المترشح و أحاديثه الخاصة مع زواره , كما يمكنها التقاط صور عالية الجودة وبوضوح تام معتمدة على تقنية الصور ثلاثية الابعاد .

المصدر كشف كذلك أن طواقم حملة المرشح ولد الغزواني طالبوه بالرحيل عن تلك العمارة الملغومة وأنه لم يعد  بإمكانهم العمل بها , وهو الشيئ الذي وعدهم المرشح بدارستة واعطاءهم الجواب فيه مطلع الاسبوع المقبل .

المصدر بين أن العمارة تعود ملكيتها لرجل الاعمال المثير للريبة الجدل و الشقفة معا المدعو زين العابدين ولد الشيخ أحمد الذي صعد نجمه في العشرية الأخيرة نتيجة استخواذه على صفقات تعدت عتبة الـــ 148 مليار أوقية حصل عليها من تحت الطاولة نتيجة علاقات مريبة تربطه بنافذين معروفين بالإسم و الوسم ( ولكلام ما ينقال كاااامل ) .

السبق الاخباري

2019/04/21

قولوا ما شئتم فقافلة الفساد تسير بخطى ثابتة

لقد نجحت سياسة صم الآذان التي اعتمدتها حكومات الجنرال المتعاقبة على حكم موريتانيا، فلك إن تسخر منها وتقول ما تشاء من عيب وتفضح ما شئت من نواقص ولكنها ستواجهك بمص دمائك ونهب ثرواتك ولتقل ما تشاء، وكأنها تتعامل مع هذا الشعب والدوائر المثقفة فيه على أنها كلاب وهم قافلة الفساد.

شعب منتخبوه لا يحسنون التهجي ماذا تنتظرون منه؟؟؟


شعب منتخبوه لا يحسنون التهجي ماذا تنتظرون منه؟؟؟

موريتانيا إلى أين (3) / د. بدي أبنو


كتاب: "موريتانيا إلى أين" للباحث د.بدي أبنو، يُنشر في حلقات أيام الإثنين والخميس. الحلقة الثالثة الدولــــــــــة المفـــــــــــــارِقة واضح إيجازا، ممّا تقدّم، أن الدولة الموريتانية وُلِدتْ كمعطى فوقي خارجي مفارِق أيْ كنموذج حدّي أو أوْجي للدولة المابعد استعمارية. فُرضتْ على سياق لم يُنتجها، وبالتالي وُضعتْ فوق "المجتمع" وجاءت من خارجه. وبذلك فالهوة بين موريتانيا البلد وموريتانيا الدولة هي وجودياً هوةٌ يصعب تجاوزها بمستوى يفوق درجةً إن لم يكن نوعاً أغلبَ النماذج الشائعة للدولة المابعد استعمارية. وُلِدتْ إذاً الدولة الموريتانية كشخصية اعتبارية قانونية وكجهاز إداري وأمني صدوراً عن مشاريع اقتصادية سياسية وتوازنات جيوسترايجية خارجية مستقلة، إلى حد كبير، عن الدينامية الداخلية وعن متطلباتها ومطالبها. وهو ما جعلها تزامنيا دولة شديدة القوة وشديدة الهشاشة. إنها في نفس الوقت، دولةٌ كليةٌ ودولة مع وقف التنفيذ. فهي قوية بما هي منفصلة عن "الشعب"، أو بعبارة أدقّ عن الحشود، جاثمة فوقها كقدر لا خيار لها فيه. وهي، وللسبب نفسه، هشّة بما هي صورة لا مادة لها. لا تستوعب الحشود وتتجاوزها، وإنما تنضاف إليها. إنها تصدر في مشروعها ومشروعيتها عن الخارج لا الداخل. إنها الدولة الوسيط. هكذا كانت ذاتياً، وهكذا اعتُبِرت محليا. فهي وسيط بين الداخل والخارج وليست تعبيرا سياسيا عن "الشعب" الذي لم يوجد إلا كإمكان. ولمْ يكن غريباً تبعاً لذلك أن الدولة وُلدتْ تقريباً خارج المجال الترابي الذي قُذفتْ فيه كاستمرار لمنطق الإدارة الاستعمارية كما تشكّلتْ وسادتْ. فالحياة الترحالية والرعوية للمجتمع الصحراوي البدوي والتركيبة السياسية والاجتماعية لبلاد "السيبة" قد "أوحتا" للإدارة الاستعمارية، منْ حيث إنهّا لم تكن في المراحل الاستعمارية الأولى معنيةً بالبلد إلا لاعتبارات عسكرية عرضية، أن تَبقى في "الخارج" وأن تتعامل مع المجتمع عن بُعد، من سينلوي وعبر وسطاء محليين. وهو ما منحتْه هي اسم "نمط الإدارة غير المباشرة". وكما كانت سينلوي عاصمةّ خارجية مؤقتة فقد اختيرتْ القلعة العسكرية نواكشوط كعاصمة مؤقتّة "للاستقلال"ّ. رصيدُها الرمزي حين اختيرتْ لم يكن شيئا آخر سوى أنها القلعة الصغيرة التي كانت، وإن تمّتْ محاولات لاحقة لتسويغ اختيار مكانها رمزيا. لم يَعْن إذاً في البداية ما عُرف بالاستقلال تغييرا يُذكر بالنسبة للأغلبية. ومن هنا فلم يكن في مقدور المجتمع إلا أن ينظر إلى الدولة كسلعة مستوردة، كاستمرار للإدارة الاستعمارية عبر وكلائها المحليين لا تختلف كثيراً عما عرفه "المجتمع" المحلّي علَى الأقلّ منذ ما قبل الحرب الكونية الثانية. هكذا لم تكن النخبة التي ورثتْ الدولة الموريتانية تتمتّعُ بشرعية أخرى غير شرعية التوكيل الاستعماري. وبالتالي كانت لحمايتها الذاتية بحاجة إلى أن تواجه بحزم وشراسة أي مشروعية أخرى غير مشروعية "الوسيط" مع الخارج. قدمتْ دولتها كمجموعة من الأشكال التي تكاد تكون مقصودة لذاتها، أشكال تحيل إلى بنية مادية ورمزية لم يكن من مهام تلك النخبة تبيئتُها. ومن ثمّ نفهمُ كيف انتحتتْ وتحدّدتْ علاقة نخبة الدولة بالمجتمع التقليدي. فهي تريده جدلياً كما كان مع الإدارة الاستعمارية. ومن الزاوية نفسها ظهرتْ منذ البداية علاقة تلك النخبة بالأجيال الصاعدة المتمدرسة والمترعرعة في التجمعات السكانية الوليدة كفضاءات شبه مدنية قابلة للانفصال عن المجتمع التقليدي وعن الإرث الاستعماري. وهو ما اختزلتْه الجملة الشهيرة التي تُروى، حقيقةً أو مجازاً، عن إحدى شخصيات حزب الشعب: "إذا أضربتم عن الدراسة فسنأتي بتلاميذ من دولة أخرى". فليس للدولة أهدافٌ محلية بالمعنى الحرفي، لأنها مهتمة من حيث الأولوية بإعادة إنتاجِ شكلِ الدولة الاستعمارية كقالب مؤسِّس يرتبط استمرارُه بإعادة الإنتاج الرمزي لـ"لنخبة" الموروثة. أكثر من ذلك فإنها كدولة ريعية وإن بريعٍ جدّ محدود، تُوظّف ريعيتها في ترسيخِ وتكريسِ طابعها الفوقي المنفصل عن "المجتمع". فالدولة الريعية تستقبل مداخيلها المستقلّة تصديراً وريعاً عن المحليين واقتصادهم التقليدي. وكان طبيعيا ألّا تبدو علاقة "الشعب"ّ بعائداته من الصادرات بديهية، بل تبدو كأنها مالُ كيانٍ منفصلٍ عن الناس، يسمى الدولة. فالناس كانت ومازالت في تداولها اليومي حين تتحدث عن الدولة لا تعني وجودا مرادفاً سياسيا لها وإنما عن كيان منفصل عنها. وريع هذا الكيان لا يبدو ثمرةَ إنتاج المحلّيين ليطالبوها به، إنما يبدو وكأنه ثمرة نتاج الدولة الذاتي ككيان مفارق. الدولة بهذا المعنى تبدو وكأنها لا تدين بما لها لأحد. "المجتمع" لا ينظر إلى ثروتها كثروة للجميع بل باعتبارها ثروتها هي ونخبتها، أو على نحوٍ أكثر دلالة، كثروةٍ غيرِ مملوكة، ككنزٍ مرمي ومشاع لمن استولى عليه، أي "مال هوش" بالتعبير الفقهي الذي راج في السياق نفسه لتسويغ الممارسات المحايثة. وهذه الملكية اللاّمتعينة ـ - كما كُرّستْ على إطار واسع محليا ـ - كانت في قلب علاقة نخبة الدولة بالمجتمع التقليدي تأسيساً وإعادةَ إنتاج. فالدولة، بما هي فوقية، لمْ يرَ منتجو قيم المجتمع أنها تستحقُّ مكانةً اعتبارية أو أخلاقية، وإنما نظروا إليها في الأحسن كمعطى أجوف الذمّة لا يملك، وفي الأغلب كاستمرار "لولِيّ الأمر" الخارجي. وفي الحالتين يصبح مالُها "حلالا" لمن استبقاه بحيلة أو بأخرى. فالدولة إذاً لم تكن في التصور السائد مطالبةً بشيء إنما "يَلزم" في المتخيَّلُ الجمعي ابتزازُها أو تفاديها أو هما معاً. وهو ما عَنِيَ من جهة أن الفساد يتأصّلُ وجودياً في علاقة الدولة الكومبرادورية التأسيسية بـ"المجتمع" ومن جهة ثانية أنها منفصلة "جينياً" عن ثنائية الحقوق والواجبات.

موريتانيا إلى أين (2) / د. بدي ابنو

تاب: "موريتانيا إلى أين" للباحث د.بدي أبنو، يُنشر في حلقات أيام الإثنين والخميس
ــــــــــــــــــ
الحلقة الثانية :
من سيـــنـــــــلـــوي إلى كــــــــديــــة الجـلـد

يَتداولُ بعض المتعاونين الفرنسيين المعنيين بموريتانيا رواية لا تخلو من دلالة كثيفة سواء كانت صحيحة في ذاتها أو مصاغة لغرضٍ ما.
واستعادةً للسياق الذي تشيرُ إليه الرواية، لنستحضِرْ أن الرئيس الفرنسي السابق الجنرال دغول كان مهتماً إلى حدٍّ معين في أواخر الخمسينات بمصير صحراء الساحل الافريقي بمختلف أجزائها الحالية. وكانت، كما هو معروف، فكرةُ تأسيس دولة الصحراء الكبرى مطروحةً فرنسياً، بين مقترحات أخرى منافسِة، لـ"لتخلص" منها قانونياً، كما من أكثر المستعمرات، في سبيل تجميع الجهد والتركيز على قضايا معينة كالاحتفاظ بالجزائر.
ولنتذكّرْ أيضاً أن بعض المناطق الصحراوية مثّلتْ، خلال مراحل معينة، قاعدةً خلفية لما يَحدثُ في الشمال المتوسّطي. ويزيدُ الأمر تعقيدا أنه كان لفرنسا آنذاك قواعد تجريب نووية في جنوب الجزائر.
وتزعم الحكاية أن الجنرال دغول كلّف حينها مستشاره الغامض جاك فوكار   بتحضير إيعاز في الموضوع، وأن الأخيرَ قدّم مقترحا يضمّ خريطة موريتانيا الحالية. حينها، تضيف الرواية، التفتَ الجنرال إلى مستشاره:
 - هل هذا الشيء جادّ السيد فوكار؟
 - على كلٍّ فإن التجربة تستحقّ منا أن نحاول أيها الجنرال.
 - لنحاولها إذاً.
وبالرغم ممّا تحمله هذه الرواية من دلالات رمزية كثيفة ووجيهة على أكثر من صعيد فإن الإرشيف الفرنسي المتعلّق بتلك المرحلة  - والذي أصبح في السنوات الأخيرة متوفراً بنسبة معتبرة  - يَسمحُ بتمحيصها وبتعديلها عبر معطيات أكثر دقّة. ويسمحُ بشكل خاصّ بفهم إصرار السلطة الدغولية على إنشاء الدولة الموريتانية في حدودها الحالية، فيما يتجاوز بكثير "التلقائية" و"البراءة" اللّتين قد تحيلُ إليهما تلك الرواية أو بعض تأويلاتها المحتملة.
يبدو من غير العسير، اعتماداً على وثائق تلك المرحلة، إثبات وجود لوبيات حكومية واقتصادية مقرّبة من الرئيس دغول كانت تصرّ بقوة بلْ ربّما بشراسة، بين أشياء أخرى كثيرة طبعا، على إنشاء الدلة الموريتانية كمشروع دولة ريعية منجمية.
فقد اعتبرتْ الشركات الفرنسية على الأقل منذ مطلع الخمسينات أنّ مستعمرة موريتانيا تتمتّع بثروة منجمية عالية الجودة وسهلة التصدير والتسويق وأنه يلزم تبعا لذلك إبقاؤها أو إيجادها كوحدة ترابية تحت رعاية الشركات المعنية.
وإذا قارنّا عددا من الوثائق المتوفرة حاليا(1)  ندركُ أنّ بعض الشر كــــــات الفرنسية قد أصرّتْ (أو أصرّ من ترجموا إرادتها سياسياً) مع موجة الاستقلالات أواخر الخمسينات على تكوين موريتانيا في صيغتها وفي رسمها الجغرافي الحالي تقريبا (إذا وضعنا جانباً بعض "التفاصيل" الحدودية) وخطّطتْ لذلك بطريقة لا تختلف جذرياً عن تلك التي خطّطتْ بها الشركات البريطانية والأمريكية لإنشاء بعض دول الخليج(2) . ولم يكن ذلك طبعا العامل الوحيد في إصرار السلطات الفرنسية على تكوين الدولة الموريتانية بصيغتها الموروثة ولكنّه بالتأكيد كان العامل الرئيس.
كانت المراهنة على تأسيس الدولة الموريتانية بهذا المعنى هي مراهنة اقتصادية جيوستراتيجية. وهي، من حيث هي مراهنة اقتصادية، تعني  - كما هو الحال بالنسبة لدول أخرى في العالم الثالث  - تشكيلَ دولةِ موادِّ خام، أيْ تشكيل دولةٍ من أجل "جبل الحديد" كما تقول الصيغة الشائعة. تعني بهذا المقتضى العملَ على إنشاء دولةٍ مرادفة جوهريا لشركة (أو شركات) تجارية لتصدير المواد الخام وعرَضا دولة حشود استهلاكية، دولةٍ مطابقةِ لشركة (شركات) تصدير تُمثِّلُ امتدادا محليا لشركات دولية .
عنيَ ذلك تاريخياً أنه إذا كان الاستعمار قد اهتمَّ بالغرب الصحراوي و، في الحالة التي نحن بصددها، بما سمّاه "موريتانيا الحديثة" كمنطقة "خالية" وَعِرة و"غير نافعة" يلزمُ الاهتمامُ بها فقط لأسباب عسكرية(3)، أي يلزم الاهتمام بها أمنياً ليس لما تعنيه ذاتياً ولكن لما يعنيه غيْرُها  المحيطُ بها، فإنّ ما يمكن أن نسميه بالاستقلال الاستعماري اهتمَّ بها لأنّه اعتبر أنها ستصبح "نافعة" أو صوّرها، لسبب أو آخر، باعتبارها ستسمح بتحويل "جبل الحديد" إلى "جبل ريع".
وتبعاً لذلك نفهم مستوًى ما من الخلفية الدلالية لحديثٍ مشهور للمرحوم المختار ولد داداه في مقابلة تلفزيونية سنة 1959عن "سويسرا الافريقية" التي ستولد كـ"بلد منجمي" و لكن أيضا التي قد لا تولد أو لن تولد إذا لم تكن الثروة المنجمية بالحجم المطلوب، بحسب تعبيره القلِق في المقابلة نفسها. 
التخوف الذي عبّرَ عنه الرئيس الراحل من أن حجم الريع المنجمي قد لا يكون في تلك الحقبة التاريخية بالحجم الضخم الذي أكّدتْه له مصادره الكولونيالية ظهرَ منذ الستينات أنه تخوفٌ في محله، وهي خيبة عبّرَ عنها هو نفسه أكثر من مرّة. فقدْ راهن الرئيس المختار، وراهنتْ معه على ما يبدو فرنسا الرسمية(4) في مستوى معيّن، على حجْم تصدير المناجم بالدرجة التي جعلتْه كما رأينا - سنةً قبل ما سُمي بالاستقلال - يَعتبرُ هذا الريع شرطاً وجودياً مطلقاً لقيام الدولة الموريتانية: "إن لمْ تَـرَ مناجمُنا في ‘حصن غورو‘ النورَ فإنّ موريتانيا، أقولُها لكم بشعورٍ كبيرٍ بالمرارة، لن تنشأ"(5) . وفِي ذلك، استطراداً، ما قد يشرح جزءا من الخلفيات التي ستقفُ لا حقاً خلف عدد من الأحداث بما فيه جزء من العوامل التي قادت إلى اندلاع حرب الصحراء. 
ما الذي يُفسِّر هذه الخيبة التأسيسية التي عنيتْ ظهورَ كيانٍ وُرثَ عن الاستعمار كمشروع دولة ريعٍ ليصبحَ منذ البداية دولة ريعية بلا ريع، أو بريع جدّ محدود لا يقترب من التقديرات التي سوّغتْ بها الشركاتُ والإدارة الاستعمارية مشروعَ الدولة الريعية. هل تعني تلك الخيبة أن الشركات المنجمية راجعتْ بعد "الاستقلال" تقديراتِها لأسباب فنية ميدانية أو تعني أنها راجعتْها لأسباب سياسية وجيوستراتيجية؟ أم أنّها أصلا كانت قد بالغت عمداً، لغايةٍ ما، في تقديراتها المسرّبة للرئيس المختار ولبعض رفاقه أو المسّربة لغيرهم مثلا في أروقة السلطة الفرنسية؟
يمكن طبعا تأويل هذا المعطى بطرق مختلفة، ولكنّ تخوّفَ الرئيس المختار  الذي عبّرَ عنه قبل ما سُمّي بالاستقلال بسنة وخيبته التي قال في مذكراته إنها مثلتْ صدمته أو إحدى صدماته الكبرى بعد "الاستقلال" عنيا تاريخياً تخوفا وخيبة تأسيسيتين ترجمتا ولادة دولةٍ مدانَة "جينياً" أو "انتلوجياً" بأن تكون دولة ريعية، ولكنها إدانة مع وقف التنفيذ.
(1) لقدْ أصبحتْ راهنياً وثائقُ كثيرة مهمّة في هذا السياق في متناول الباحثين. ولعلّ من أكثرها دلالة فيما نشير إليه هنا وثائق جاك فوكار التي كانت مخفية والتي حصلتْ عليها الإرشيفات الوطنية الفرنسية بعد رحيل الأخير سنة 1997. 
     
 (2)يذكر فيكتور ماربو (الذي عمل في موريتانيا كمدير عام للتعليم في الفترة 1961  - 1964) في دراسة عن شركة ميفيرما منشورة سنة 1965 في المجلة الفرنسية "حوليات الجغرافيا" أنَّ اكتشاف الحديد في شمال موريتانيا وتحديداً في ّكدية الجلد" يعود إلى بداية القرن العشرين (وقبل ذلك بكثير كان أمر "جبل الحديد" معروفا بنسبة معينة للسكان المحليين ولبعض الرحالة). ويذكرُ أن بعثة من الجيولوجيين الفرنسيين قد استُـقدمتْ من دكار سنة 1935 (أشهُرا بعد ما تسميه الأدبيات الاستعمارية باستكمال بسْط التأمين) لتحديد حقل المنجم. وعرفتْ أواخرُ الأربعينات بداية المنافسة الدولية عندما قامتْ شركةThe Bethlehem Steel Corporation، التي كانت حينها ثاني أكبر شركة أمريكية مختصة في الفولاذ (أفلستْ سنة 2001)، بإرسال بعثةَ إلى حصن غوروFort-Gouraud (افديرك). ثمّ أخذ الزخمُ بُعداً أكبر مع نشوء شركة معادن حديد موريتانيا (ميفيرما) سنة 1952 (Victor Marbeau, « Les Mines de fer de Mauritanie M. I. F. E. R. M. A. », Annales de Géographie, 1965, pp. 175-193.).

 (3)إعلان موريتانيا كمستعمرة بشخصية قانونية سنة1920 أثار جدلا وخلافا داخلَ الأوساط الاستعمارية، بين من يريدونها بصفتها هذه داخل "إفريقيا الغربية الفرنسية" ومنْ يعتبرونها، كالماريشال ليوتي، جزءا من السلطنة المغربية التي كانت حينها تحت الحماية الفرنسية (لا تخفى المرامي التاريخية للذين سموها ككزافيي كبولاني "موريتانيا الحديثة" ثمّ "موريتانيا"). وعموم الأطروحات المتضاربة التي عادت إلى الواجهة في أواخر الخمسينات حول علاقة موريتانيا بفضاء الحكم العلوي: تأييداً لكونها فضاء مختلفاً تاريخياً أو ضدّياً جزءاً تاريخياً من السلطنة، هي في الحقيقة في جانبيها المؤيد والمعارض معاً ذات منشأ استعماري، أيْ أنها استمرارٌ لجدل فرنسي ـ فرنسي. وكان طرفاه، "المغربي" و"الموريتاني"، يوظفان ما وجداه "جاهزاً" في الأدبيات الاستعمارية الفرنسية. وحتى المرحوم علّال الفاسي الذي لم يكن اطّلاعه، عكساً للعديد من رفاقه، محصوراً في المصادر الفرنسية، فإنّ الراجح أنه اعتمد أساساً فيما يتعلق بأطروحاته حول رسم حدود المغرب الأقصى على المصادر الاستعمارية الفرنسية. بلْ إن النظام الدغولي وظّف في الحقيقة الأطروحتين الاستعماريتين: فكما أصرّ من جهة إصراراً كبيراً بديهيا على إنشاء موريتانيا في حدودها الحالية فإنه لم يكن أيضا بعيداً عن مطالب المملكة بلْ يمكن أنْ يقال بوجاهة عن المطالب المغربية إنها كانت جوهرياً مطالب فرنسية، وكانت "مفيدة" في تحقيق جوانب معينة من المشروع الدغولي في المنطقة بما فيه إنشاء الدولة الموريتانية و”مفيدةً” بشكلٍ خاصّ في تحفيز "الموريتانيين" و"المغاربة" على تبني الحدود الموروثة  عن الإستعمار. وهنالك روياتان موثّقتان (وإن كان من الصعب الحسم في أصلهما الفعلي وفي دلالتهما غير الحرْفية) من محيط الجنرال دغول تشيران إلى أنّ الرئيس الفرنسي لم يكن يعتقد أن موريتانيا قابلة للبقاء طويلا ولكنه يرى أنّ "مصلحة فرنسا" تقتضي أن "تبقى موريتانيا أطول فترة ممكنة" (حسب العبارات التي نقلها أحد مقرّيه ألين بيرفيت). لنذكّرْ بأنّ هنالك أطرافا فرنسية غير بعيدة عن الجنرال دغول كانت تعارض إنشاء الدولة الموريتانية، وأن بعضها كان يميل إلى إنشاء مستعمرات كبيرة على الطريقة البريطانية. وطبعاً لم تكن هذه المرة الأولى ولا الأخيرة التي تعرفُ فيها السياسة الدولية ظاهرة ازدواجية دعم طرف تزامنياً لأطروحتين متضاربتين.

 (4)حتّى قبل أن يعود إلى السلطة سنة 1958، كان الجنرال دغول بالغَ الاهتمام بـما سميَ كنايةً بـ"جبل الحديد" (لمْ أعرف إلى حدّ الساعة ما هو أو منْ هو المصدر "الأول" لهذا التعبير الذي راجَ في عددٍ من الأدبيات باللغتين العربية والفرنسية). فقدْ زار سنة 1957 الحصنَ الذي سمّاه الفرنسيون باسم الجنرال غورو (فديرك). وصعدَ كدية الجلد. وتنسبُ له وثائق فرنسية كثيرة أنّه عندما وصلَ قمّة "الكدية" قال:"إنه دائماً في المناظر العظيمة تُنجَز الأشياء العظيمة (C’est toujours dans les grands paysages qu’on fait les grandes choses) ". ورغم أنه من العسير التأكد من صدقِ مثلِ هذه المرويات، التي تُردّد عادة بنفَس خرافي، فإنّ ولعَ دغول بالمشهدَة المكثّفة ذات المغزى السياسي ينسجمُ مع ما تلمّح إليه هذه الرواية. هلْ كان فعلا الجنرال الفرنسي يعتقد من خلال ما أوحتْ له به الشركات الفرنسية أنّ "أكثر مستعمرات غرب إفريقيا الفرنسي فقراً وآخرها حصولاً على الاستقلال" ستصبح دولة ريعية ثرية عبر "جبل الحديد"؟ ذلك ما لمّح له بشكلٍ شبه صريحٍ في عدّة مناسبات (على الأقلّ في خمس مناسبات). ولكنْ في جميع الأحوال فإن ما تحقّق لاحقا عندما أصبحتْ موريتانيا في السبعينيات رابع مورّد للحديد إلى أوربا ينسجم إلى حدٍّ كبير مع مشروع فرنسا الذي صيغتْ خطوطُه العريضة غداة الحرب الكونية الثانية والذي سعى إلى تطوير مصادر المناجم (الحديد بشكلٍ خاص) والطاقة في مستعمراتها. ولكن ريعه المحدود نسبياً لا ينسجم بالتأكيد مع ما كان يعتقده شركاؤهم الموريتانيون خلال إنشاء الدولة. يمكن الاطلاع في هذا الخصوص على الشهادات التي وردتْ مثلا في كتاب الملفّ الموريتاني: Attilio Gaudio, Le dossier de la Mauritanie, Paris, Nouvelles Editions Latines, 1978.

(5) يمكن الاطلاع على فقرات من المقابلة، تضمّ العبارات التي نقلنا هنا، في الرابطين (https://www.youtube.com/watch?v=Ew5MnJsKC3g) و (https://www.youtube.com/watch?v=2BHdTnnz41o).