لا يمكن بأي حال فصل موريتانيا عن
محيطها الجغرافي وتأثرها بداعيات ما يجري فيه من تحولات على كافة الأصعدة
فهذا ما تفرضه حتمية الجغرافيا ومنطق التأثر.
وفي هذا السياق من التحولات السياسية الكونية والإقليمية على وجه الخصوص لا يصح لموريتانيا الانفكاك من شظاياه ؟
ومهما تعدد المسميات لهذه التحولات أو إختلافت أشكالها التي فرضتها على دول في المحيط العربي والإفريقي وهذان هما أصل العمق الإستراتيجي لحاضر ومستقبل موريتانيا .
بيد أن النظرة الواقعية الملمة بحقيقة الوطن يجب أن تكون هي ما تملأ تفكير القائمين على الأمر و كل الممتهنين للشأن العام بغض النظر عن تعدد مسميات وتباين طرق أساليبهم في العمل بغية تجنيبه أية أخطار.
لكن مراجعة سريعة لبعض من تلك المحطات المختلفة في تاريخه توحي بعكس ذلك في أحيان كثيرة ..؟!.
فموريتانيا ما تزال "خالية " من نخبة سياسية وطنية قادرة على التنازل عن مصالحها الفردية في بعض الأوقات التي تكون فيها بحاجة لوطنيين ينحازون لمستقبل يضمن بقاءها !.
أما اليوم ومع وجود موريتانيا في عين عاصفة الثورات التي طالت كافة دول المغرب العربي وباتت على حدودها الشمالية الشرقية مع الجارة الجزائر التي ثار الشعب فيها على نظام المؤسسة العسكرية المترهل الذي أصبح فاشلا.. في مواكبة تطلعات الشباب وبات أداءه مكرس لنهب وتسيب ثروات الشعب وهي لعمري ذات الصفة التي تكسي واقع موريتانيا التي يقمع فيها التغيير بالبندقية وتحت شعارات لم تعد تخفى على الشعب الذي بات يضيق بها .
لكن العاقل من يتعظ بغير فمسار التغيير قد جرف أنظمة عسكرية هم أشد بطشا وأصلب عود من حالنا ولكم في الشقيقة السودان العبرة .
موريتانيا جمهورية من نمط خاص وخاص جدا.. فهي نبتت نشاز على كل التصنيفات لأنها دولة قبائل دولة أعراق نظامها محاصصة جهوية بامتياز .
ومع كل هذا فهي تتمتع بثروات لا تحصى ولا تعد في تنوعها وجودتها وقلة في سكانها الذين تعيشون فقرا مدقعا وتتسول قيادتهم الصدقات من كل خيري العالم على اختلاف بلدانهم وفي كل بقاع الكرة الأرضية !!!.
فأين ذهبت كل ثروات موريتانيا ؟!
ومن هو المسؤول عن ماحاق بها ؟
هذه الصورة السوداوية ليست من اختيارنا بل هي انعكاس حقيقي لواقع الشعب الذي يتهيأ لانتخابات رئاسية المتنافسون فيها اثنان لا ثالث لهما : 1-
المؤسسة العسكرية.
2- سياسيون لا تمكن تبرئتهم من ما سبق ذكره .
فهل خير الشعب الموريتاني وهذا حاله أن يكون بين مطرقة الحالة الداخلية التي عرضناها ولن نغفل منها هشاشة السلم الوطني بين مكونات أعرقه؟!.
وسندان الخوف من رياح ما يجري على حدوده من مخاطر أبسطها تفجر لغم التغيير المحاصر والإرهاب في الساحل ؟.
ام سيبقى الشعب في واد والساعون لقيادته يسبحون في بحارهم العسلية..التي يجرونها من ثرواته متمادين في قتل حقه في التطور والرفاهية ؟!!.
الإجابة متروكة لارتفاع منسوب الوعي الداخلي زايد سرعة تيار عدوى الثورات المرابطة على الحدود لإشعال فتيل التغيير المقموع .
أو صحوة ضمير قد تولد وقد لا...عند العسكريين والسياسيين فتجنب البلاد كل المخاطر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق